‘منذ عدة سنوات، كتبت قصيدة لأولئك الذين يموتون من أجل الحرية والعدالة. لم أتصور حينها أني أكتبها لصديقي، قبل الأوان..’
الجداريات
لوحة تجسد الثورة
رسمت بلونين
الأبيض والأسود
وقفت عليها فراشة ملونة
الشهداء لا يذهبون إلى الجنة
بل يقلّبون في صفحات كتاب السماء
كل بطريقته
كطائر
كنجم
كسحابة
يظهرون لنا كل يوم
يبكون من أجلنا
نحن من بقينا هنا
في هذا الجحيم الذي حاولوا إطفاءه
بدمائهم
“سوف أزور قبرك حين أذهب إلى العراق، لكنني أعلم أنك لست هناك فقط. وجهك على الكثير والكثير من الجدران واللافتات والقمصان، وروحك في كل مكان. إخوانك وأخواتك، أبناء ثنوة، مازالوا يحاربون من أجل العراق الجديد الذي حلمت به وأحببته.”
س. أ.
١٦ ديسمبر ٢٠١٩
https://www.nytimes.com/2019/12/16/opinion/iraq-protests.html?smid=tw=share
سلسلة
في ألبوم صور الشهداء
هناك صورة مفقودة
أشرطة فيديو
ثائر يسير ببطء
تحت زخات المطر
لعبت النساء دورًا هامًا في الحركة الاحتجاجية، حيث شاركن في المسيرات التي تم تنظيمها في المدن المختلفة مثل الناصرية وأربيل والبصرة وبغداد. في ١٣ فبراير ٢٠٢١، نادى المتظاهرون في بغداد بخروج مسيرة أطلق عليها “المسيرة الوردية” إلى ساحة التحرير، كان أكثر المتظاهرات فيها من النساء الشابات ولكن شاركت فيها النساء من كل الأعمار.
بوسترات
روح الشهيد
تقف على نعشه
حمامة بيضاء
عن الصفحة
رسام رسم لوحة بألوان زاهية
لثوار يرقصون
تمر من أمام اللوحة جنازة
يوقف الثوار حفلهم
ويقفون بالاستعداد
يستعرض مشروع “فن التحرير: بغداد ٢٠١٩” صور فوتوغرافية وفيديوهات وملصقات وجداريات وأشكال أخرى من المواد البصرية تعكس الأحداث التي جرت في ساحة التحرير والمناطق المحيطة بها أثناء الحركة الاحتجاجية التي بدأت في أكتوبر ٢٠١٩ وحتى مارس ٢٠٢٠ عند بدء قرارات الإغلاق الإجبارية حول العالم مع انتشار جائحة الكورونا.
وصف المشروع
تم اختيار الخريطة كشكل أساسي للموقع لأن الاعتصام الرئيسي أثناء الحركة الاحتجاجية لم يقتصر على ساحة التحرير، بل امتد ليشمل شارع السعدون وجسر الجمهورية وضفة نهر دجلة بين جسري الجمهورية والزنك وشارع الرشيد حتى جسر الأحرار وساحة الوثبة وساحة الكيلاني وساحة الطيران وحديقة الأمة وأحيانًا طريق محمد القاسم السريع.
تعد الجداريات التي كست جدران النفق الممتد أسفل ساحة التحرير بداية لسلسلة من الجداريات التي انتشرت في عدد من الأماكن العامة التي شغلها الاعتصام. لا تندرج هذه الجداريات تحت بند “فن الشارع” بالضرورة، ولكنها أقرب للمساهمات الثقافية التي قام بها صناعها من منطلق دعم الحركة الاحتجاجية؛ هي بشكل ما نوع من القرابين الفنية المقدمة من أجل المعتصمين حول الساحة، أو الزوار الذين كانوا يترددون عليها كل يوم للتضامن مع المعتصمين.
بالإضافة إلى الجداريات، لعب الفنانون والمصورون الفوتوغرافيون وصناع الأفلام ومصممو الغرافيك دور “سعاة بريد” للحركة الاحتجاجية، فقد أخذوا على عاتقهم مسؤولية نشر المعلومات على وسائل التواصل الاجتماعي لتسجيل حقيقة ما يحدث. لأول مرة في تاريخ الحركات الاحتجاجية بالعراق، انتشرت ملصقات بتصميمات مختلفة تحمل رسائل متنوعة تخص الحركة، وُزع أكثرها عبر شبكات التواصل الاجتماعي، وإن تمت طباعة بعضها.
يسمح تصميم الموقع سوف بإضافة المحتوى حتى بعد إطلاق المعرض الافتراضي، فهو بداية أرشيف نرجو له أن يستمر في النمو مع مرور الوقت.
نبذة تاريخية مختصرة
تضمنت مظاهرات ٢٠١٩ العراقية، والمعروفة أيضًا بحركة تشرين، سلسلة من الأنشطة المختلفة -احتجاجات ومسيرات واعتصامات- امتدت عبر العراق. بدأت الحركة بالتظاهر أسبوعًا في ساحة التحرير ببغداد، بداية من يوم ١ أكتوبر ٢٠١٩. كانت تلك التظاهرة الكبيرة استمرارًا لمظاهرات سبقت، كمظاهرات حاملي الشهادات العليا مثلًا، ولكنها كانت أيضًا نتيجة لغضب الشعب إثر إبعاد اللواء عبد الوهاب الساعدي عن منصبه في جهاز مكافحة الإرهاب، وهو من كان ينظر له الكثيرون كبطل قومي، وكان يطلق عليه “محرر الموصل”.
قوبل المتظاهرين بالعنف من البداية. “فرض على بغداد حظر التجول، كما قطعت الإنترنت عن ٧٥٪ من العراق. في ٥ أكتوبر٢٠١٩، اقتحمت قوات غير معلومة عددًا كبيرًا من القنوات التلفزيونية الخاصة في بغداد بسبب تغطيتها للمظاهرات.” في مواجهة العنف، بدأت مبادرات تضامنية عديدة بين المتظاهرين. كان سائقو التوك توك ينقلون الجرحى والقتلى من مواقع الاشتباك، بينما بدأ بعض المتظاهرين في توزيع الطعام والمياه والكولا، والأخيرة تم استخدامها في تخفيف آثار الغاز المسيل للدموع على أعين المتظاهرين. انتهت المظاهرات بعد سبع أيام في مدينة الصدر.
رداً على عنف السلطات في مواجهة التظاهرات، أعلن عدد من النشطاء انطلاق مظاهرة أخرى في ٢٥ أكتوبر ٢٠١٩، وكانت هذه هي بداية المظاهرات الضخمة التي اجتاحت البلاد والإضرابات التي تم تنظيمها في عدد من مدن العراق واستمرت لعدة أشهر. “تسببت حركة تشرين في أكبر اضطراب مدني اختبره العراق منذ الغزو الأمريكي في ٢٠٠٣” ويمكن اعتبارها امتدادًا لسلسلة من المظاهرات والمسيرات السلمية التي بدأت في فبراير ٢٠١١ بدعوة من الصحفي هادي المهدي، الذي تم اغتياله في ٨ سبتمبر من نفس العام. ورغم أن المظاهرات كانت تنطلق في الشوارع كل يوم جمعة أثناء العشر سنوات الماضية، إلا أنه في ٢٥ أكتوبر ٢٠١٩، قرر المتظاهرون البقاء في ساحة التحرير، وتحويل احتجاجهم إلى اعتصام. امتد هذا الاعتصام ليشمل الحي المحيط بساحة التحرير، حيث أقام المتظاهرون مدينة مكونة من الخيام، منظمة ومحكومة ذاتيًا ولها بنية تحتية تعمل بشكل فعّال.
مدن أخرى اعتصم فيها المتظاهرون:
-بابل: ساحة التحرير والعزة والكرامة
-البصرة: ساحة عبد الكريم قاسم
-الديوانية: ساحة الساعة
-الناصرية: ساحة الحبوبي وجسر الزيتون
-كربلاء: ساحة الأحرار
-ميسان: ساحة ميسان
-النجف: ساحة ثورة العشرين
-واسط: ساحة تموز
بالإضافة إلى الاعتصامات، عقدت المسيرات المختلفة في كل من هذه المدن، وكذلك في ديالى وأربيل وكركوك والسليمانية.
تكوين وملامح ومطالب الحركة
“بغداد – ١٠ نوفمبر ٢٠١٩
على مدار الأسابيع الماضية، تفجرت المظاهرات في بغداد ومحافظات أخرى بالعراق. تغطي مطالب المتظاهرين طيفًا واسعًا من القضايا، من ضمنها النمو الاقتصادي ومكافحة البطالة، تطوير الخدمات العامة، الحكم العادل والحكيم، القضاء على الفساد، الانتخابات النزيهة، والإصلاح الأشمل للنظام السياسي، مما يتضمن تعديلات للدستور.”
تعكس تركيبة المتظاهرين المجتمع العراقي بكل ثرائه وتعقيداته، حيث جاء المشاركون في الحركة من خلفيات سياسية ودينية واجتماعية وأيديولوجية متنوعة للغاية؛ مجموعات متباينة لا تواصل بينها في الظروف العادية وجدت نفسها تسعى نحو هدف مشترك. وحّدت تلك المجموعات رؤية: “نبغى وطنًا”، كما وحّدها المكان: ساحة التحرير ببغداد. اتفقت كل المحافظات المشاركة على أهمية بغداد كرمز أساسي للحركة. يقول متظاهر: “في بغداد تجد ناس من جميع الفئات الاجتماعية والدينية والطائفية، بالإضافة إلى النساء.”
ضمت الحركة الجميع من صغار وكبار، إلا أن الشباب العراقي كان المحرك الرئيسي، مع مشاركة ضخمة من جانب النساء. على إحدى الجداريات في النفق الممتد أسفل ساحة التحرير، نرى جملة “صوت المرأة ثورة”، لتبرز أهمية الدور الذي لعبته النساء في الحركة. “رغم أن مشاركة النساء في الحركة لافتة للنظر، إلا أنها ليست غريبة ولا مفاجئة، بل هي تلقي الضوء على التغييرات العميقة التي جرت في الواقع الاجتماعي، والتي وجدت مساحة للتعبير في شوارع وساحات الاحتجاج بالعراق.”
رغم وصف الحركة في أحيان كثيرة بأنها “بلا قائد”، خصوصًا من قبل جهات أجنبية، إلا أنها لم تفتقر إلى التنظيم أو البنية المحكمة. فقد مثلت الحركة أمة موحّدة، تتظاهر بشكل جماعي ضد نظام حاكم خيّب آمالها وتوقعاتها. “خاطر المتظاهرون بحياتهم وعافيتهم من أجل تشكيل وتنسيق وتوجيه حركة تخدم الصالح العام، لا مصالحهم هم.”
قُسمت الحركة إلى عدد من المجموعات: متظاهرو الصفوف الأولى، الذين احتفظوا بمواقعهم عند المتاريس، والـ”صيادون”، وهم من كانوا يعملون على اصطياد قنابل الغاز المسيل للدموع قبل أن تنفجر، والمسؤولون عن الإسعافات الأولية الذين نصبوا الخيام في أركان الاعتصام لمساعدة المصابين، وسائقو التوك توك الذين قاموا بنقل الجرحى والزوار والإمدادات إلى الاعتصام كما كانوا يشغّلون الموسيقى العالية لتحفيز وتسلية المعتصمين، والفريق الاستراتيجي، وأعضاؤه هم من كانوا يخططون للخطوات التالية، والمعنيون بالتفاصيل العملية كتوزيع الإمدادات بين الخيام، وفريق الطهو، وهم من تولوا إمداد الجميع بالطعام والشراب، وفريق النظافة، الذي نظم عملية تنظيف منطقة الاعتصام، والرسامون، وهم من قاموا بتغطية المنطقة بالجداريات، والفريق الإعلامي الذي عمل على توثيق الأحداث بالصوت والصورة ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، ومصممو الجرافيك الذين نشروا الملصقات المختلفة عبر منصات التواصل الاجتماعي كذلك.
كل هذه المجموعات كانت تحصل على الدعم من خارج ساحة التحرير، سواء في هيئة تبرعات مالية أو إمدادات للمعيشة. إذا احتاجت الساحة أمرًا، كان يكفي أن يكتب المتظاهرون نداءً على منصات التواصل الاجتماعي: “صار الجو باردًا، نحتاج إلى بطاطين”، مثلًا، فيرسل الناس بطاطين وملابس ثقيلة. الكل وجد وسيلة لدعم الحركة، بشكل أو بآخر. لأول مرة في تاريخ العراق، كان البلد موحدًا، ورغم أن تلك الحالة استمرت لمدة زمنية محددة، إلا أنها تظهر التغيير الذي حدث في نفوس الشعب العراقي ورغبته الحقيقية في التغيير، وخصوصًا الشباب منه.
المشاركون
كامل امتناننا وتقديرنا لكل الفنانين والمساهمين وأعضاء الفريق والزملاء والأصدقاء الذين جعلوا هذا المشروع ممكنًا.
المعرض الافتراضي “فن التحرير: بغداد ٢٠١٩” (Baghdad Tahrir Art) هو أحد المشروعات المنفذة في سياق “ممارسات فنية تشهد على التحولات الاجتماعية” (Artists: Creators of Social Change)، فكرة وتنفيذ مؤسسة البرلمان بدعم سخي من وزارة الخارجية الألمانية.
فن التحرير: بغداد ٢٠١٩ – Baghdad Tahrir Art
البريد الإلكتروني : baghdadtahrirart2019@protonmail.com
الموقع
محررة المحتوى: ماريا سعد
ترجمة: ياسمين زهدي
تصميم: Basics09
الكود وتصميم الحركة: Rasso Hilber
مديرة المشروع: كنزة راضي
مساعدة المشروع: مها عطية
جميع الحقوق محفوظة. حقوق الملكية الفكرية لأي وكل من المواد المنشورة على هذا الموقع محفوظة لأصحابها. غير مسموح نسخ أو استخدام الصور أو الفيديوهات أو النصوص -على سبيل المثال لا الحصر- بدون إذن مكتوب من البرلمان.
لا تعكس المعلومات أو أي من المحتوى المعروض على هذا الموقع آراء البرلمان أو وزارة الخارجية الألمانية. جميع المعلومات والصور استخدمت بعد بحث وتدقيق مطوّل، وقد يتم تغييرها في أي وقت. لا تتحمل مؤسسة البرلمان ولا وزارة الخارجية الألمانية أي مسؤولية تجاه صحة أو اكتمال أو موضوع المحتوى. كذلك فمؤسسة البرلمان وزارة الخارجية الألمانية غير مسئولين عن أي محتوى يتم الإشارة له على هذا الموقع أو أي روابط مؤدية إليه، ولا عن استخدامه في أي مواقع أخرى.